بمناسبة ماتعيش فيه مصر الان من اجواء قريبة من اجواء عصر عبد الناصر والالتفاف حول شخص يعتقد البعض فيه انه المنقذ لذلك خيل الي وجاء فى خاطرى ماذا لو عاش عبد الناصر الى الان ؟ يعيش عبد الناصر كيف وهى قد مات ؟ مات !!!!!!! عبد الناصر مات ولكن كيف مات ؟ هذا ما ساحاول ان اجيب عنه فى السطور القادمة ونبدأ القصة من هذا التاريخ وهوفى مساء يوم 28 سبتمبر 1970م الذى عقد فيه مؤتمر القمة العربى لتنقية الأجواء بين العرب ، فارق الزعيم والقائد الرئيس جمال عبد الناصر الحياة بعد توديعه لأمير الكويت . وفى اليوم الأول من أكتوبر ، دفن عبد الناصر وسط مشاهد من عويل الشعب المصرى بلغت حد التخلى. عن الموكب الجنائزى ،حيث قد تدفقت الجماهير كل انحاء العالم بكل السبل للمشاركة فى الجنازة فقد بكاه الرجال والنساء والأطفال وناحوا علية دون خجل فى الشوارع ، وقد نسوا أخطاءه وضروب فشله ولم يتذكر رعاياه الحزانى سوى إنجازاته . أما العالم العربى الذى نذر عبد الناصر جل حياته من أجل تحريره فقد تملكه الذهول عندما تناهى إلى سمعه أنه فقد بطله الأعظم .
شكوك وظنون وأدلة
مازالت الوفاة المفاجئة للرئيس جمال عبد الناصر عن عمر يناهز 52 عاماً و 8 أشهر و 13 يوماً تثير التساؤلات عما أمات عبد الناصر فى هذة السن المبكرة وفى هذا التوقيت بالذات
وفى عام 1970م ، وفيما يلى سوف أقوم بعرض مجموعة من الوثائق التى ربما تؤدى إلى الوصول للإجابة عن سر وفاة الرئيس عبد الناصر يوم 28 سبتمبر 1970
وفاة طبيعية ملغمه بالشكوك
أوضح الدكتور " الصاوي محمود حبيب " الطبيب الخاص للرئيس جمال عبدالناصر
الحقائق التاريخية عن مرض ووفاة جمال عبد الناصر فى أحد مقالاته التى تناولت تفاصيل مرض عبد الناصر التى أودت به إلى الوفاة كالأتى :
الانفصال الذى فرضته سوريا بعدما كانت طالبه للوحدة مع مصر وكانت هذة اول هزيمة تقابله اصابت نفسه بالمرارة وجسمه بمرض السكر الذي كان مهيأ له بعامل الوراثة . وبدأ رحلة المرض وهو في شرخ الشباب ولم يكن لإسرائيل والغرب أن تتركه لشأنه فنجاحه أدي إلي استقلال الدول العربية في اتخاذ قرارها وأن تملك مصيرها بنفسها وهذا هدد مصالح الغرب ، وازدادت كراهية إسرائيل والغرب لجمال عبد الناصر بعد تعاظم النفوذ السوفيتي الذي اسهم في انشاء السد العالي ، وامداد العالم العربي بالسلاح ، وكان هذا فوق احتمال إسرائيل والغرب الذي ساعد إسرائيل علي صناعة السلاح الذري وامدادها باسلحة أكثر تقدما من السلاح السوفيتي الموجود بحوزة مصر . ودفع جمال عبد الناصر ثمن هزيمة حرب 1967 بسرعة ظهور مضاعفات مرض السكر في الجهاز العصبي والدوري في الوقت الذي لم يكن عمره قد تجاوز ثمانية واربعين عاما.
كما أكد أنه بتوقيع الكشف الطبي عليه وجد مساحة محدودة من التمدد في الشعب الهوائية اسفل احدي الرئتين ، كما وجد أن نبض شريان احدي القدمين غير محسوس وبدا واضحا أن تصلب الشرايين قد ظهر مبكرا في الطرف السفلي ، ولم تمض أيام حتي ظهر اسيتون في البول بسبب ارتفاع السكر والقلق النفسي وبإشراف الدكتور" منصور فايز" تمت اعادة السكر إلي مستواه الطبيعي . ومع ذلك فقد ظهرت المضاعفات بسرعة في الجهاز العصبي علي صورة التهاب في الاعصاب الطرفية وجذور الاعصاب تسببت في حدوث آلام شديدة في الساقين واسفل الظهر تزداد ليلا وبدأت رحلة العلاج في القاهرة وحمامات حلوان ثم وصلت إلي الاتحاد السوفيتي في حمامات المياه في تسخالطوبو .
وعلى صعيداً أخر كان عليه ان يستمر مهما كان الثمن فلم يقبل الشعب العربي استقالته بعد هزيمة حرب يونيو وطلب منه الاستمرار فكان عليه أن يدوس علي آلامه ويقاوم المرض ويقود الحرب واستمر يعمل ليل نهار في الوقت الذي كان تصلب الشرايين الذي اصاب قدمه قد بدأ يتغلغل ببطء في الشريان التاجي دون أي إنذار نتيجة منطقية للجهد العقلي والتوتر والقلق النفسي الذي كان يعيش فيه مع ارتفاع السكر وضغط الدم والكلسترول وهو الثلاثي الذي يعتبر وجوده نذيرا بالسوء.
وفي يوم 1969/9/11 اكد رسم قلب له وجود انسداد في الشريان التاجي ، وهذا
ما أكده الدكتور منصور فايز ، ومن أجل الحرص علي سرية التشخيص تم الاستعانة بطبيب قلب من خارج القاهرة وحضر الدكتور "شازوف "كبير أطباء القلب الروس وأيد التشخيص والعلاج. ولم يمر أكثر من شهرين حتي كان يعمل 18ساعة في اليوم وكثر سفره بين مختلف البلدان وكذلك تنقه داخل مصر بين العديد من المحافظات إلى جانب قيادته لحرب الاستنزاف .
فلا يمكن لمثل هذا النمط من الحياة إلا أن يزيد الأمر سوءا ويضعف عضلة القلب ويعمل علي انسداد ما تبقي من الشريان التاجي صالحا لمرور الدم . وبدا لأطبائه أن الأمر خرج عن السيطرة فعقدوا معه اجتماعا في الإسكندرية قبل وفاته بشهر وأخبروه بالأمر لكنه لم يهتم .
وبعد عقد اجتماع للقمة العربية في القاهرة لاحتواء الخلاف الذي أسفر عن الصدام المسلح بين الفلسطينيين والاردنيين ، ولم يكد المؤتمر ينتهي بإيقاف القتال ويغادر جميع الرؤساء القاهرة وآخرهم أمير الكويت حتي كان عبد الناصر قد اصيب بالانسداد الثاني للشريان التاجي خلال عام واحد ، وهذا الانسداد تسبب في الصدمة القلبية التي كانت سببا في وفاته .
والثابت علميا الآن أن 50 % ممن يموتون بإنسداد الشريان التاجي يموتون قبل دخول المستشفي.
والثابت أيضا أن مرضي السكر الذين يموتون بإنسداد الشريان التاجي للمرة الثانية عددهم 4
أضعاف من يموتون بانسداد الشريان التاجي للمرة الثانية من غير مرضي السكر. فلا غرابة إذن في أن يموت جمال عبد الناصر من الانسداد الثاني للشريان التاجي ، وهو رجل غير عادي يعيش حياة غير عادية ، وما الغرابة في أن يموت جمال عبدالناصر بقامته وسط ساحة السياسة والحرب غير قادر علي الانسحاب أو الخروج أو الاسترخاء ، ولكنه قادر فقط علي الصمود بجسده وعقله إلي ان توقف قلبه فمات وإلي هنا يبدو أن الأمر طبيعي ، وقد تقبل القادة هذا الأمر في ذلك الوقت بصورة طبيعية فقد كانوا يعرفون حقيقة مرضه وقيمة وقدر أطبائه إلا أن الشعب المصري والعربي فوجئوا بوفاته فلم يكن أحد يعلم شيئا حتي ذلك الوقت . وقد أكد أن وفاة جمال عبدالناصر حادثا جللا روع مصر والأمة العربية بأكملها .
ولنا ان شاء الله فى الحديث بقية وتكملة ل كيف مات عبد الناصر ؟