ثانيا البحترى
ولد البحترى فى خلافة المأمون بدأ حياته فقيرا فطاف يرحلاته مختلف البلدان ومنها حمص التى سمع فيها عن أبى
تمام
فهرع اليه وحينما أسمعه شعره أثنى عليه وتعهد شاعريته بالرعاية والتوجيه والاعداد كما أوصى به ممدوح فأجزلوا
له العطاء وظل البحترى ذاكرا له هذا الفضل
نظم البحترى الشعر فى معظم الأغراض لكنه أكثر من المدح شأن بقية الشعراء فى عصره فكان جل شعره فى
المدح حتى لا يكاد يترك خليفة ولا وزيرا ولا كاتبا ولا قائدا الا مدحه فكثرت ضياعه وعظم ثراؤه وقد أولع
بالوصف وسيطر على وجدانه فما سنحت له فرصة الوصف قى قصائده المدحية الا تلقفها حتى اقترب الوصف فى
تلك المدائح مما تحويه من تعداد مأثر الممدوح
ان أبرز ما يميز شعره التزامه بالمحافظة على الموروث من تقاليد الفن مع الأستجابة لروح العصر وطبيعة مؤثراته
كما يبدو فى شعره أثر الثقافة اللغوية النقية وأثر الحركة الفكرية الفياضة بالحيوية فى العراق والشام
كتب خالد جمال