هذه الكلمة التى تخللت الينا واصبحت هى احدى المفردات المهمة اثناء النقاش سواء النقاش الدينى والذى يظن البعض انه هذا النقاش يكون فى الدائرة الاسلامية فقط وهذا ليس بصحيح لان فكرة الفرقة الناجية اصله ا تعدد فى الديانات الاخرى كما سنرى فى العرض ان شاء الله او اننا نراه فى غير النقاشات الدينية فى النقاشات الحياتية العادية فى فكرة( احادية التفكير ) التى اغرقتنا فى العالم العربى عموما ومصر خصوصا
فكرة ان الشخص اثناء حوار مع اى شخص فى اى امور للحياة تجده يسفه اراء الشخص الاخر وخصوصا فى عالم السياسة ثم التقليل من شانه ثم اخراجه من طظيرة الفاهمين او العارفين بامر هذا الشئ ومن هنا تأتى فكرة اننى فقط الصحيح وغيرى وغير من لم يكن فى فرقتى فهو غبى واحمق وهالك
ولكن بشكل او باخر نجدها بالطبع فى الامور الاكثر غبيبا والتى ترتبط بشئ الحكم فيه قاطعا يكون من عند الله لانه يكون فى دينه وهى الاديان والرسالات عموما ونجدها بالفعل فى السماوية فقط فلم نجد مثلا الحيثيين فى ممصر يشنوا الحرب على غيرهم لاقناهم بالاله امون او رع ولا اليونان سطت على الناس من اجل الاله زيوس ولا الفرس عمدت الى السيف لنشر المجوسية او الثنوية
وطبعا مفهوم الفرقة الناجية نجده اول ماظهر عند اليهود فى فكرتهم انهم وحدهم هم ابناء الرب وغيرهم من الامم لا يعتبر من ابنائه وانهم هم شعب الله المختار وهم الذين لهم الاراضى من هنا الى هنا وليس فقط تيزهم هذا بينهم وبين العالمين ولكننا نجده بين انفسهم فمنهم اليهودى النقى الذى فقط من يولد من ام يهودية وغير ذلك فهو (هودى) او ( متهود) وذلك بسبب انهم يعترفون فقط بالنسل الابراهيمى من ناحية زوجته الاولى (سارة ) دون وضوح لهذا التمييز ومن هنا نستطيع ان نقول وبكل وضوح ان مفهوم الفرقة الناجية هو مفهوم يهودى الأصل
ونجدها بعد ذلك ايضا فى المسيحية بشكل قطعى فى فكرة ان اهل هذه الكنيسة هم فقط المستحقون للقب المؤمنين وغيرهم من معارضى الكنيسة فهم مهرطقين ويستحقوا ان يعذبوا اشد العذاب سواء هذا العذاب فى حياتهم او حتى بعد مماتهم باخراج الجثة وتعذيبها مرة اخرى او بالحكم القطعى بان هؤلاء هم وقود النار خالدين فيها ابدا
وفى الاسلام اشتهرهذا المفهوم رغم محاولات اراء بعض علماء الدين بان جميع الفرق امثال ( اهل السنة والمعتزلة ,والاشاعرة ,........) وغيرهم هم تحت عباءة الاسلام الرحبة ولكن نجد البعض رغم التشكيك فى سند حديث ا(الفرقة الناجية )الا انهم يتمسكون به ويتخذونه زريعة لتفكير هذا وذاك والحكم علي بانه خارج الفرقة الناجية رغم وجود ايات واحاديث اخرى من الممكن ان تضعفه او على اقل تقدير تكون لها دور او حجة فى عملية الموزانة بينه وبين اراء العلماء الاخرى فى قضية ان من شهد ان لا اله الا الله فهو فى الجنة
وفى النهاية نريد ان نشدد على قضية ان الله جلى وعلى لم يرسل الاديان لكى تفرق بين الناس او لتكون سببا من خلاله يكفرون بعض او يحكمون على بعض من ناحية النجاة او الغرق ولكننا بتمسكنا بهذا الامر نصبح جميعنا غرقى