لم يذق الشعب المصري طعم كلمة لا ولا مرة في أخر ثلاث سنوات من خلال مروره بإستفتاءات علي دستور أو علي تعديل عليه.
بدأت الحكاية عندما تم أول إستفتاء الذي كان في حكم المجلس العسكري برئاسة المشير السابق حسين طنطاوي وظهر يومها رجال الدين ليقوموا بتدشين حملة ولا أروع مع بعض النخبة السياسية للوصول بالنتيجة لنعم ، قولوا نعم عشان ربنا يحبكم ،قولوا نعم عشان تخشوا الجنة ، طب قولوا نعم عشان عجلة الإنتاج تمشي والدنيا تهدي ، المظاهرات ياجماعة لما تقولوا نعم الدنيا هتبقي فلة شمعة منور.
كانت نتيجة الإستفتاء إن قالت الصناديق كلمتها وغزوة الصناديق بنعم لنفوز بالتعديلات الدستورية التي أخلت البلاد في أنفاق مظلمة.
لم تسلم فترة الرئيس السابق محمد مرسي من الإستفتاءات فكان إستفتاء علي دستور حينها إهتم بالأمر رجال الدين كالعادة قولوا نعم عشان عجلة الإنتاج والدنيا تمشي والمظاهرات تهدي ، قولوا نعم عشان ده أحسن دستور إتعمل من أيام محمد علي ،قولوا نعم بقي وإنتوا تشوفوا النعيم اللي مصر هتبقي فيه ، وكالعادة الشعب قال نعم وبعدها شفنا النعيم من كل حته مية بقي ونور وبنزين وسولار و كل حاجة الحمد لله.
شالوا مرسي جابوا السيسي اللي هو عادلي منصور المنكر حفاظا علي الألقاب يعني فالناس قالت لازم نعمل برضو إستفتاء عشان الشعب يقول نـــعــم ،إحنا بنحب نعم ياأخي مالك متضايق ليه إحنا شعب حيلوة ومبيحبش يكشر في وش حد.
نزلت الناس و النتيجة هتطلع كالعادة نعم ، بس المرة دي بقي الأسباب كانت مختلفة فكانت الأسباب إن الشعب يقول نعم هي إن العجلة تمشي والدنيا تهدي والمظاهرات تقف شوفتوا مختلفة إزاي عن اللي قبلها.!!!
من الأخر إحنا شعب أكثر من نصه أمي وبنعاني من مشكلة تعليمية كبيرة حتي للناس اللي متعلمين ، إزاي بقي نقدر نفهم بنود الدستور عشان نقول عليها نعم ولا لأ.
الغريب إنك لما تواجه واحد بالحقيقة يستنكر ويقولك إحنا أعظم شعب إحنا حاضر خمستلاف سنة ،والكلام ده كله بس واجهوا الحقيقة وشوفوا إحنا النهاردة إزاي وصلنا لدول العالم الثالث في كل حاجة.
نصية للرئيس والحكومة المستقبليين :- لو فيه دستور تاني هتستفتوا عليه متعملوش إستفتاء و تخسروا الدولة ملايين الجنيهات عشان نروح نحط إيدينا في الحبر الفسفوري ونتصور مع الجيش ونشغل تسلم الأيادي والكلام ده ، قولوا ساعتها إحنا شايفين إن نعم هي الصح و مش لازم ديمقراطية في الحتة دي إحنا كده كده غلابة ومش فاهمين.